لم استطع قراءة الرواية بعيدًا عن تركي الحمد كل التفاصيل تشير لشخصية كاتبها
بدأت الحكاية في "العدامة" أشد جذبًا؛ لأنها تناولت شيء من الذكريات السياسية للمنطقة، والفترة الزمنية التي تغيب عن ذاكرتنا حاليًا..وكيف أن التنظيمات الحزبية يصل أثرها
وتأثيرها حتى لطلاب الثانوية، في ذلك الوقت !
استطيع تصور التوجهات التي كانت سائدة : اليسار، الناصرية، الشيوعية.
لكن في الجزء الثاني من الحكاية تحولت إلى الرياض "الشميسي" اقتصرت على الأحداث الشخصية.. ومحورها هو وبطولاته الواهية كـصايع ومدلل وبعيد عن الله،
وأيضا كرجل يفتقر للحس العاطفي وميّال للمادية.. ولم يتناول في هذا الجزء أحداث التيار الصحوي كما توقعت!
مالفت انتباهي، هو ومع أنه يعيش حرية غير مألوفة إلا أن حياته تفتقد الاستقرار الطبيعي والقوة وحتى للمعنى... كانت حريته سلبيه، وكأنه كان مهوسًا بتوثيق
تفاصيل انحلاله ومغامرات صباه
الرواية تفتقر لصراحة والعفوية إلا نادرًا..
في "الكراديب" ستبدأ تفاصيل سجنه وهذا يحمسني على استمرار قرأتي لسيرته
_كل ماهو ركيك في الرواية أُخذ لتجسيده في مسلسل العاصوف ..!
.....
في "الكراديب" تبدأ أحداث قصة أكثر واقعية وأعمق
يصنف هذا الجزء من أدب السجون وقد وفّق في نقل تفاصيل الاعتقال وخبايا السجون
"الحلم و مكتب التحقيق وعصا جلجل واضراب المساجين ونقاشاتهم ولحظة الافراج"
لا تقارن بالأجزاء الأولى كان فيها واضحًا وأكثر نضجا وهذا ماقاله عن نفسه
"لقد انضجته لحظات الكراديب"..
كأنها جسدت كل نقص في شخصيته وأعادت خلقه من جديد!. استطاع الوصول لذاته
المغيبة والغوص في جوف أفكاره دون الوصول لضفة الأخرى... هدأته ليالي الخوف
وساعات التأمل والألفة الجبرية
تستحق هذه الرواية دراسة تطور شخصية البطل وفكر كاتبها نفسه، الفوضوية التي تعم سيرته وضياعه الفكري وحتى وصوله لما هو عليه الآن ! كيف لم تُأثر به تلك التحولات والحماسة السياسية السائدة في ذلك الوقت وترجمها كهزيمة في شخصيته؟.. كيف تكوّن هذا الميلالشديد لتطرف ومعادات المجتمع والانكفاء على الذات بتصور أن هذا جزء من تفوقه العقلي ونباهته، رغم تصريحه كثيرا في روايته الاخيرة تأرجح أرائه وضبابيتها..إلا بصدفة !
على اعتبار أنه يمثل ويتزعم طائفة كبيرة من الليبراليين السعوديين..
وهم يرون الآن تباشير ماكانوا يدعون!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق