السبت، 4 مايو 2019

هانس كريستين أندرسن.. إنه أنا !


      هانس كريستيان أندرسن كاتب دنماركي عُرف بكتاباته لحكايات الأطفال وهي كذلك! إلى أن تسقط بين يديك في حاله حزن .. فتعيدك بعدها أكثر نضجاً، استطيع الآن أن اسمي قصص أندرسون بالقصص الفلسفية وذلك يقاس بحكمة أكبر كلما وافق سعة اطلاعنا.

     في قصة ملكة الثلج والتي يخيل لي أنها أجمل مرويه تناولت إشكالية التضاد في الوجود في معالجة لتناقضات التي يعيشها المرء في خياله وعقله، حاول هانس أندرسن أن يصور العقل المنطقي والعقل العاطفي (_بشيء من التطرف_ الخير والشر).

     في رحلة جيردا للبحث عن كاي الفتى الذي أصيب بشظية من زجاج _زجاجة كانت مرآه لخطة شيطانية تهدف لسخرية من الملائكة ومن الله إشارة إلى"الشك"_ في عينيه، أبقته في حاله من أضطراب وذكاء حاد حُرم فيها الدفئ والطمأنينه وفي حالات اخرى يخيل لي انه وصل للاكتئاب، حتى أصبح تحت سيطرة ملكة الثلج التي كانت أيضا تحظى بذكاء فطري، وكما وصفها الغراب "أنها كانت تقرأ كل الصحف وتنساها في اليوم التالي إلى هذه الدرجة كان ذكائها" وهذه الفكرة يصور فيها هانس أن النسيان جزء مهم من عمل العقل وطبيعة الذكاء أحيانا..

     في المقابل كانت جيردا تمر في حالة من الصدمة العاطفية التي قادتها إلى المعرفة، المعرفة بدافع "الإيمان" فلا يكون الإيمان صادماً إلا في حالة الفقد وقد تجرعت جيردا ذلك في رحلتها؛ مارة بصنوف المخلوقات على إختلاف أحوالهم ومراميهم ولم تتركهم دون أن يكونوا أبطالا حقيقيين في ذاكرتها وذاكرتهم..

     إذا كانت جيردا تنظر للوجود من منظور أفقي فيما كان كاي يصعد مستويات خطرة من النشاط العقلي.  قاده لمحاولة حل أحجية "الخلود" التي كانت ملكة الثلج تسعى لها لكن وصول جيردا حال دون ذلك.
     كاي في كلا الحالتين فاعل، سواء مع ملكة الثلج أو جيردا. وهذا تفسير لدور الانثى في تصور هانس.

لماذا نقرأ القصص الخرافيه ؟
-نقرأها حتى نستريح
-الاستغراق بالخرافه لتخلص من فائض الفهم.. لتمرين على المراوحه والذهاب والإياب
-لمجاملة عقلك واستمالته.
-يستهلك هذا الفهم في مواضع أجدها من خلاله ويخفف وطأته.
-يشاركني نسيان تداعي الواقع والشعور المستهلك والتجربة العامة.

وبعد ذلك لاتحدثوني عن سعة الإدراك التي لاتبقي ولاتذر
لقد منحتني الخرافة هذه القوة.. وأورثني الفهم ذاك الندم.. وهكذا من الضد إلى الضد
احتميت بهانس كريستين أندرسون وآخرين.. كانوا مظلتي.. كل خردة وكل حيوان وكل جنّية تَمَثل بها هانس أثارت شجوني.. هذه الأيام أتذكر الخدر كم كنت أشفق عليه.. بدأ بالقصه ممل وروتيني ورزين لم يستطع أحد فهمه !
لكل من استهان بتبشيري بتلك القصص.. لاتدري شدة حذري وعمق مراعاتي !

*المهم هذا الكتاب أصيل؛ لدرجة إعادة ترميم كل حكاية روية  لنا ونحن صغار حتى كبرنا بدافع من أمالها..
والمدهش أن ابطالنا لم يكونوا أبطال حقيقيين بل شخصيات تشبهنا متوحدة وحزينة ومهزومة
وهكذا شعرت أني أخرجت كل قصة خرافية من تحريفهم..أو أخرجتني هي من أوهامي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عن أطياف الأزقة المهجورة

" مثقفي   الهوى" لم   استطع   قراءة   الرواية   بعيدًا   عن   تركي   الحمد   كل   التفاصيل   تشير   لشخصية   كاتبها   بدأت   الحكا...