الاثنين، 17 أكتوبر 2016

هل ما عشت هو شعور مكثف، أم تجربة حيه؟


قد تمر حياة أي واحد منا بظروف لاتعود فيها الأشياء كما كانت، يصبح لوقع الأحداث رتم عادي لايحرك شيء، ليست بمستوى الحروب لكن أثرها بمستوى ذلك.

الدفتر الكبير "الوقوف على الحدود الصعبه

يقول كونديرا "الحد هو جرعة التكرار القصوى المسموح بها في كل شيء"

قرأت كل مايخص هذه الكاتبه من فرط إعجابي بعملها هذا. أرى في حياتها وأدبها نقطة ملفتة عبرت عنه في لقاءها حين سُئلت عن موضوع العنف والطفولة والقمع؛ هل مازالت تشغل بالك ؟ قالت "كلا ماعدت حتى أفكر فيها"، وهذا هو الأسلوب الذي كتبت به أغوثا. تقول أغوثا -بعد أن تبرأت من قصائدها العاطفية- ، "صرت أبحث عن الجفاف عن أكبر قدر من البساطة". 

كانت الكتابة والحياة بالنسبة لها قائمة على المحو.. كانت تحذف سنوات عمدا من عمرها..حين نقترب من الصفر لانعود بحاجة للجمع ولكن لتخلي فكان هذا هو معدن تجربة أغوثا الإنسانية والروحية وفلسفتها.. 

كتبت روايتها" الدفتر الكبير" بعبارات موجزة وقصيرة حتى لا أكاد أسمي حالتي تلك قراءة وإنما كنت استجيب لقرأتها لي .. وكأن البياض النقي المتروك في نظر القارئ ضوضاء كثيفة. لاتتكلف كثيرا في كتابة عبارة قصيرة لترسم شخصياتها العائمة بخفة توجز لك الأحداث بسطحية مربكة. 
تعبر عن أفكارها بإيحاء العنف العفوي من واقع تجربة الحرب وتربط بينهما بعاطفة البشاعة المتخيلة .. أجرت كل هذا بعين طفلين !! 

لم تختر أن تعالج قضايا مثل الحرب والعنف والفساد بل أنها تقبلتها، أختارت أن تكتب كل ما عانته من قسوة كشيء مقبول من أجل أن تنسى ....
لم تكن تحل المشكلة بل ببساطة نقلتها لتتخلص منها، كان موقفها هذا واضح وصريح أمام المتحذلقين أصحاب الحلول السهلة.
أغوثا لم تكتب عن الصورة المألوفة للحرب عنه كأزمة وقضية بل أنها أختارت أن تتوقف عند حدود أثره الاجتماعي والنفسي فقط . 
ليست كل المشاكل بحاجه لحل بعضها بحاجة فقط إلى النسيان .. أظن أن الكتابة قد تخدم النسيان أكثر من الذاكرة...
في بعض الأحوال تنعدم قيمة الصواب والخطأ وهذا ليس خلالاً بل هو الوضوح أن تكون قادر على تبرير كل شيء، بظاهر الفكرة هو شيء سيئ لكن قد نحتاج لهذا 
"الجميع يعوزهم كل شيء أما نحن والجدة فلا شيء يعوزنا" 

وقع بين يدي كتاب أغوثا وأنا في شطط وخفة جعلتني أرى الحياة أو ما قد أراه باستيعاب طفولي. فباركتني كلماتها بالجفاف نزلت علي روايتها مثل شهاب تتلقى الكوارث بعدها ببدهية. 

أغوثا تكتب بمزاج فنان أي قارئ يمكن أن يعلم عدم أهمية الصدق فيما تقول، وأن كل الحكايات التي وقفت على حدودها الصعبة كانت أدوات لإيصال معنى عميق أبلغ من مظاهره الشاذة. 

في "الكذبة الثالثه" أنكرت ماعرفته ونَسيت.. 
أظنها فكرت بهذا السؤال " هل ماعشته هو شعور مكثف أم تجربة حيه؟
أغوثا تسكن في شقة الآن ولا أحد يكاد يعلم عنها شيء ولاتريد هي أن تتذكر.. 

أنا ممتنه لها بكثير من الأفكار الجوهرية التي جعلتني أقترب منها علمت من خلال كتاباتها كيف "أننا لانصل إلى معنى إلا بكمال ضده"وأن" تناوب التضاد يخلق نتيجه قيمة في المعالجة أحيانا" وأن هناك أشكال كثيرة من المتضادات لكنها تنطلق كزوجين متقاربين في المعنى"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عن أطياف الأزقة المهجورة

" مثقفي   الهوى" لم   استطع   قراءة   الرواية   بعيدًا   عن   تركي   الحمد   كل   التفاصيل   تشير   لشخصية   كاتبها   بدأت   الحكا...